تطور سعر اليورو في "السكوار" (السوق السوداء) من 2000 إلى 2025 (بالأرقام)

 هل تعلم أن ورقة 100 يورو التي نشتريها اليوم في "السكوار" بقرابة 28,000 دج، كان سعرها لا يتجاوز 8000 دج في بداية الألفية؟

لفهم ما يحدث اليوم في سوق الصرف الجزائري، لا يكفي النظر إلى اللوحة الحالية، بل يجب العودة إلى الوراء.

في هذا التقرير التوثيقي، نأخذكم في رحلة عبر الزمن لرصد تطور سعر الصرف في الجزائر، وكيف تحولت العملة الأوروبية من "وسيلة سفر" إلى "ملاذ آمن" قضى على قيمة الدينار.


رسم بياني تطور سعر الأورو مقابل الدينار الجزائري في السوق الموازية السكوار من 2000 إلى 2025.
 يوضح الرسم البياني الارتفاع التاريخي والمتسارع لسعر صرف الأورو في أسواق 'السكوار' بالجزائر خلال ربع قرن



1. سعر اليورو في السوق السوداء الجزائر اليوم 2025

نبدأ من الواقع الحالي الصادم. في ديسمبر 2025، يعيش الدينار الجزائري أسوأ فتراته تاريخياً في السوق الموازي.

وصل سعر الصرف إلى مستويات قياسية حيث يتم تداول 1 يورو مقابل 280 إلى 285 دينار جزائري.

هذا الارتفاع الجنوني يعود لعدة عوامل متراكمة:

  • رفع منحة السفر إلى 750 يورو وزيادة الطلب.

  • نقص السيولة في القنوات الرسمية للمستوردين.

  • التضخم العالمي والمحلي.


2. سعر اليورو مقابل الدينار الجزائري سنة 2000 (بداية الحكاية)

بالعودة إلى البدايات، وتحديداً سنة 2000، كان اليورو عملة جديدة عالمياً (بدأ التداول بها رسمياً في 1999/2002).

في تلك الفترة، كان الاقتصاد الجزائري يتعافى من العشرية السوداء، وكان الفارق بين الرسمي والموازي ضئيلاً جداً.

  • السعر آنذاك: كان اليورو الواحد يساوي حوالي 70 إلى 75 دينار جزائري.

  • القدرة الشرائية: كانت 100 يورو (7500 دج) مبلغاً ضخماً يكفي عائلة جزائرية لأسابيع.


3. سعر اليورو مقابل الدينار الجزائري سنة 2008 (زمن البحبوحة)

سنة 2008 كانت سنة مفصلية (الأزمة المالية العالمية وارتفاع أسعار النفط). الجزائر كانت تعيش "بحبوحة مالية"، واحتياطي الصرف كان مرتفعاً، مما حافظ على استقرار نسبي للدينار.

  • السعر في السوق السوداء: تراوح بين 100 و 110 دينار جزائري.

    هنا بدأت الفجوة تتسع قليلاً، وبدأ الجزائريون يتوجهون لليورو كادخار، لكن السعر كان لا يزال "مقبولاً" وفي المتناول.


إذا كنت تبحث عن بديل آخر لحفظ أموالك غير العملة الصعبة، ننصحك بقراءة دليلنا الشامل حول: [شراء واستثمار الذهب في الجزائر


4. سعر اليورو مقابل الدينار الجزائري سنة 2010 في السوق السوداء

بحلول سنة 2010، بدأت بوادر التضخم تظهر، وزاد الطلب على الاستيراد والسفر.

في هذه السنة، كسر اليورو حاجزاً نفسياً مهماً.

  • السعر المسجل: وصل إلى حدود 130 إلى 135 دينار.

    بدأت ظاهرة "السكوار" تتوسع، وأصبحت بورسعيد مركزاً مالياً غير رسمي يفرض منطقه على البنك المركزي.


5. مرحلة ما قبل الانهيار النفطي (2013 - 2014)

هاتان السنتان هما "الهدوء الذي سبق العاصفة".

أ. سعر اليورو مقابل الدينار الجزائري سنة 2013

كانت السنة الأخيرة من الاستقرار النسبي قبل صدمة النفط.

  • السعر كان يتأرجح بين 140 و 145 دينار.

    كانت وتيرة الارتفاع بطيئة، وكان المواطن لا يزال قادراً على شراء العملة للسياحة بسهولة.

ب. سعر اليورو مقابل الدينار الجزائري سنة 2014

في منتصف 2014، انهارت أسعار النفط عالمياً، وهنا بدأت الجزائر تفقد مداخيلها، وبدأ "الخوف" يدب في الأسواق.

  • قفز السعر في نهاية 2014 ليلامس عتبة 155 إلى 160 دينار.

    منذ هذه السنة، لم يتوقف المنحنى التصاعدي، وبدأت رحلة الصعود الصاروخي نحو الـ 200 دينار التي وصلنا إليها لاحقاً.


6. تطور سعر الصرف في الجزائر (خلاصة المسار)

إذا نظرنا إلى الرسم البياني من 2000 إلى 2025، نلاحظ أن الدينار فقد أكثر من 300% من قيمته في السوق السوداء.

هذا التطور لم يكن بسبب قوة الاقتصاد الأوروبي بقدر ما كان بسبب ضعف الإنتاج المحلي واعتماد الجزائر الكلي على الاستيراد، مما جعل "الدوفيز" عملة نادرة ومطلوبة بشدة.


7. سعر 100 يورو بالدينار الجزائري في Square (جدول المقارنة)

لتبسيط الصورة، إليكم كم كانت تساوي ورقة 100 يورو عبر السنوات، لتدركوا حجم التضخم:

السنةسعر 100 يورو (بالدينار)الحالة
20007,500 دجرخيصة
200811,000 دجمقبولة
201416,000 دجبداية الغلاء
202021,000 دجأزمة كورونا
202528,000 دجمستويات قياسية


تاريخ سعر اليورو في الجزائر يعلمنا درساً اقتصادياً هاماً: العملة هي مرآة الاقتصاد. طالما بقينا نستهلك مما لا ننتج، وطالما بقيت الحلول الترقيعية (مثل غلق الاستيراد دون بديل)، فإن سيناريو 30.000 دج لليورو ليس مستحيلاً في المستقبل القريب.

google-playkhamsatmostaqltradentX